أخبــــــار
banner
  • Register

تعتبر الدَّرَقُ اللمطية من أكثر أسلحة بلاد المغرب شهرةً

، حيث كانت من عوامل قوة جيوش المنطقة، خاصةً خلال فترتي المرابطين والموحدين، لكنَّها مازالت إلى الآن لم تحظ بدراسةٍ كافيةٍ

- حسب علمي-، رغم أنَّ المصادر أشارت إلى جودتها وفعاليتها في الحروب، وأشادت بخفة وزنها ومقاومتها لضربات السيوف والرِّماح، وسأحاول في هذا البحث، التعريف بها، وتسليط الضوء على صناعتها، وأهم المناطق التي اختصت بذلك، كما سأتعرض إلى حيوان اللَّمط الذي قدَّم المادة الأولية الأساسية لهذه الصناعة.

إسمها ونسبتها:
الدَّرَقُ ضربٌ من التِّرَسةِ، الواحدة دَرَقةٌ وهي الحَجَفة، تُتَّخذ من الجلود ليس فيها خشبٌ ولا عَقَب، وجمعها دَرَقٌ وأَدْراق ودِراقٌ([1])، وتكون في الغالب بيضاوية الشكل([2])، تُنْسَب إلى لَمْطة من قبائل المغرب([3])،يقول اليعقوبي(ت.274هـ/888م):"... وبين زويلة ومدينة كوار وما يلي زويلة إلى طريق أوجلة وأجدابية قومٌ يقال لهم لمطة، أشبه شيء بالبربر، وهم أصحاب الدَّرق اللَّمْطية البيض"([4]).


ولَمْطَة بالفتح ثم السكون وطاءٍ مهملةٍ([5])،إسم قبيلةٍ من قبائل صنهاجة الجنوب([6])، لكنَّ هذا الإسم يطلق على القبيلة وعلى الأرض التي تسكنها([7])، فقد سميت الأرض باسم القبائل التي نزلت بها([8])، وهذا ما جعل البعض يرى أنَّ الدَّرقة تنسب إلى الأرض لا إلى الشعب([9]).


وارتبطت الدَّرق اللمطية عند بعض الجغرافيين بمدينة نول لمطة([10])، وهي بُلَيْدَة عند السوس الأقصى، بينها وبين سجلماسة عشرون يوماً([11])، وبينها وبين البحر ثلاثة أيام، وهي مدينةٌ كبيرةٌ عامرةٌ على نهرٍ يأتي إليها من جهة المشرق وعليه قبائل لمتونة ولمطة([12])، واسم هذه المدينة مشتقٌ أيضاً من قبيلة لمطة التي تسكنها([13])، ولأنَّ المادة الأولية لصناعة الدرق هي جلد حيوانٍ عُرِف بـ "اللمط"، فقد ارتبط اسم الدرقة بهذا الحيوان.